صباح الخير يا جنود المالية

صباح الخير على رجال المالية الشرفاء، رجال يحافظون على أموال هيئاتهم وشركاتهم. هم الجندي المجهول في منظومة العمل الشاق وسط ظروف اقتصادية وتمويلية بالغة الصعوبة. من لا يدرك ذلك فإنه يعيش في عالم موازٍ لا يعرف حجم معاناتهم.
هم رجال وسيدات يدبرون أمورهم ويعيدون حساباتهم عشرات المرات في اليوم الواحد ليحافظوا على استقرار شركاتهم وصون حقوق ومكتسبات العاملين. لا أحد ينكر جهود هذه الإدارة الحيوية التي تتحكم في شرايين العمل واستمراره.
هناك الكثير منهم أذكياء ذوو خبرة عميقة ونفوس يغلبها التسامح، ويديرون إدارتهم بمرونة ومحاولات نوعية لتسديد الحقوق في توازن لا ينكر. وهناك قلة منهم تعتبر الإدارة المالية مجرد تعامل مع سياسات نقدية جامدة من موارد ومصروفات وكأنهم أمناء خزينة، وهذا أسوأ نوع من مديري الإدارة المالية.
المالية العامة علم كبير وخبرة لا يستهان بها، فيها التوازن بين المتطلبات والإمكانات المتاحة، وفيها الكثير من القواعد التي لا يستهان بها. لكن ستجد من لا يزال يتمسك بالورق والأختام متقمصًا دور “الأسطى فانوس أفندي” الذي تحدثنا عنه سابقًا.
حديثنا هنا موجه للأذكياء والأقوياء فقط. وهو اقتراح يزيح عن كاهل العاملين الكثير، ويضع توازنات نفسية وعملية كبيرة في مختلف الشركات، ويخفف من عبء تدبير مكافأة نتائج الأعمال السنوية في وقت واحد.
الاقتراح باختصار شديد هو: منح العاملين الحق في طلب سلفة (10 شهور) تُمنح في اليوم التالي لأول يناير من كل عام جديد، تحت حساب الأرباح السنوية. لن تتخيلوا تأثير هذا القرار على العاملين، ومدى ما يرفع عنهم من ضغط عصبي ومالي، خصوصًا أن هذا التوقيت يتزامن مع مصاريف الترم الثاني للمدارس والجامعات، وسد احتياجات عادة ما تظهر مع بداية العام، فضلًا عن توافقها مع مقدم مواسم العمرة ورمضان والسفر للخارج.
نعلم أن الاقتراح ليس من سلطتكم، وندرك ذلك جيدًا، لكنكم الأقدر على إنجاحه وتمريره لدى السلطة المختصة والشركاء، بما تتمتعون به من ذكاء وموهبة في تدبير الموارد المالية اللازمة، بعد إدراجها في موازنة الشركة بشكل واضح، وتطبيق كافة الضوابط الخاصة بالصرف على المبلغ الكلي.
وقد يقول بعض أصحاب “خبرة الفواتير الورقية”: من يدري إن تقررت الأرباح من أساسه؟ وهذه فرضية تبدو ساذجة وبعيدة، لكن حتى لو ذهبنا مع هذا الاتجاه، فعندها سيُعتبر المبلغ المصروف سلفة تُسدد من مرتب الموظف على فترة بنفس عدد الأشهر المنصرفة.
نرجو أن يلقى هذا الاقتراح حقه من الدراسة، لأنه قراءة جديدة في أحوال العاملين. وثقتنا كبيرة في القيادة المالية الجديدة بالوزارة الدكتور محمد عاصي وهيئة البترول، السيدة أمل طنطاوي وكذلك في جنودهم الأشداء من مديري عموم المالية في شركات القطاع كافة. ونشدد عليهم أن تكون تعليماتهم واضحة وصريحة بأن العمل المالي هو “سياسة فن الممكن”، لا التشدد والروتين الذي لا طائل منه.
وإذا وجد اقتراحنا قبولًا، فسنقول لكم بأعلى صوت: صباح الخير يا مالية.وحتى لو لم يلقى قبولاً فسنقول: صباح الخير يا مالية .
المستقبل البترولي