وفي السقوط نجاه..ياسمين الجاكي

269
المستقبل اليوم

تداعبنا الأيام ما بين حلوها ومرها، بريقها وزوالها ، ضحكاتها وآلامها..وفي كل لحظة تمر علينا نتعلم دراساً من دروس الحياة ..

تواجهنا في أحيان كثيرة مواقف يصعب على العقل تخيلها، ونقف متسائلين : ما هو التصرف الصحيح الواجب علينا اتباعه في مثل هذه المحنة المؤلمة ، وهذا الإختبار الصعب؟

فبين طيات الأيام و خباياها تكتشف أن هناك أشخاصاً كنا نمنحهم مكانة خاصة وتقديرًا كبيرًا ، تبدلت وجوههم  وأخرجوا أسوأ ما فيهم من سوء الظن والتشكيك وإلقاء التهم، محاولين تشويه صورتك  لمصالحهم الخاصة ، ونجد من كشف عن وجهه الحقيقي في وقت الشدة والضعف، بعد ان كان ظلاً لا يتركك ، وجزءاً لا يتجزأ من يومك وأحداثك ومواقفك ، فتختفي الكثرة وتتلاشى مواقف الإنسانية والوفاء والمساندة .
 
وتجد من استغل ضعفك وقلة حيلتك وغياب السند ، ليكسر قواك ، ويدفعك من أمام طريقه بكل قسوة وجفاء ،وقد انتزعت من داخله بوادر الرحمة والانسانية ..
 
ونرى من كان يدعي الأخلاق والمثالية ، يمارس كافة انواع الظلم و الافتراء والإدعاءات الكاذبة لمجرد ان يخفي حقيقة أو واقع يعيشه ويلمسه..

وتواجه من يقابل نصيحتك باستهتار،  ومقاومتك للخطأ بانتقام وغل وحقد لا نهاية له..

ونقابل من يتفنن في تخطبك ، يحاول محو  الأضواء التى تحاوطك ويفشي الوقيعة والنميمة ليحطم مكانتك ، فيجد ان في الفرقة نجاحًا وانتصارًا لغروره..

 فالملامح البريئة قد تحمل غلاً وكراهية بداخلها، فلسيت كل ابتسامة فرحة حقيقية ، فمن تعلمه وتقف بجانبه قد يكون هو أول من يخونك ويطعنك من خلفك..

وبين كل عرقلة وأخري تتلقن درساً جديداً، وتكتسب قوة خاصة تجعلك تواجه هذه الصعوبات وتفتح لك أفاقاً جديدة ..

تجعلك شخصاً اكثر خبرة وأشد صموداً، واعياً بما تحمله النفوس ومدركًا بخبايا الآخرين ونواياهم..

تعرف كيف تتعامل مع من ينافقك ليجني حصادك ،ومن يكرهك لمجرد أنك أفضل منه، ومن يتعالي عليك لنقص بداخله ، ومن يحاول تحطيمك ليظهر نفوس مريضه ترضي غرورة وكبريائة ويجعلها على القمة.

كيف تتعامل مع من يصدق ما ليس فيك ، من يهد جسور الثقه والإحترام والحق، ليبنى بدلًا منها جدرانا تخفي صورته تمامًا من امام عينيك ..
 
تعلمك ان مع كل انكسار نجاح ، وخلف كل ظلام نور ، وأن بعد الضعف قوة..و عقب هذا الانكسار ستنكشف الوجوه المتلونه ، وستطفو النفوس السامة ..

هذه الانكسارات هي من تجعلنا على يقين تام بأنه مهما ساد الظلم سينتصر الحق، وسيتحول الضعف إلي قوة عظيمة تهزم كل ذو قلب مريض ، و أن دمعة المظلوم ستعقبها دمعة انتصار..و أن صاحب الأصل الطيب فقط هو من يبقي ومن يستحق الثقة والتقدير ..

فالإنكسار ليس نهاية الطريق.. والسقوط هو السلاح الذي يعطيك القدرة على مواجهة الحياه بشكل أقوى..

فالحياه ماهي إلا ساحة تجارب يولد بها الأمل من شدة الألم ..ويخرج فيها النصر من رحم المعاناه والظلم..

فتذكر دوماً أن مالا يقتلك يقويك ويجعلك تحيا من جديد..




تم نسخ الرابط