د محمد عبدالـرؤوف يكتب: بين خيارين.. نهضة و هيبة أو انكسار وخيبة

العرب اليوم أمة تقف على حافة التاريخ، بين نهضةٍ تُعيد المجد، أو خيبةٍ تُسدل الستار. لم تعد القضية رفاهية ولا الخيار ترفًا، بل هو مصير تُرسم ملامحه بالدماء والدمار.
فلسطين تُذبح أمام أعيننا، أطفالها بين شهداء وأسرى، نساؤها بين أنقاض البيوت، ورجالها بين حصار وقصف. الغرب يُدين إذا سقطت كييف، لكنه يصفّق إذا احترقت غزة! نفاق دولي، وصمت عربي، وخيانة داخلية أشد مرارة من رصاص الأعداء.
اليمن يغرق في حروب الوكالة، الدم هناك وقودٌ لصراعات الكبار، والجوع سلاح يُفتك بالشعب، والمشهد لا يختلف: وطن يُباع، وأمة تُستنزف.
السودان… قلب العروبة في الجنوب، يتحول إلى ساحة تصفية حسابات، أرضه ممزقة، وشعبه مشرّد، والعيون الأجنبية ترسم خرائط جديدة على أشلاء شعبٍ صبور.
ليبيا… ثروات بلا حارس، وبحر يعج بالسفن الأجنبية، وسماء مفتوحة للمرتزقة، ودولة لم تعد تعرف معنى الدولة.
وفي قلب هذه الفوضى، يطل ملف التطبيع كطعنة في الخاصرة… عواصم عربية تفتح أبوابها للأعداء، تعقد الصفقات، وتبيع التاريخ، مقابل وهمٍ اسمه الحماية أو الكرسي. تطبيع بلا كرامة، خيانة بلا ستار.
لكن… وسط كل هذا الركام، تظل مصر مختلفة. مصر التي لم تساوم على كرامتها، ولم تفرط في أرضها، ولم تتنازل عن هويتها. مصر التي خاضت حروبًا وانتزعت نصرًا، وقادت العرب يوم تاهوا، وحمت العرب يوم باعوا.
واليوم، تقف مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي كصخرة تتكسر عليها المؤامرات. رجل دولة يرى أن الأمن القومي العربي جزء من أمن مصر، وأن استقرار المنطقة لا يُشترى ولا يُقايض. من سيناء إلى غزة، من ليبيا إلى السودان، ومن مياه النيل إلى مياه البحر المتوسط… مصر حاضرة، تُدافع، تُفاوض، تُبادر، وتقول بوضوح: الأمة ليست للبيع، والعروبة ليست شعارًا، بل مسؤولية وقدر.
يا عرب… آن أوان الاستفاقة. آن أوان الوحدة. آن أوان أن نختار بين نهضة تُعيد للعروبة هيبتها، أو انكسار تُكتب به الخيبة.
فلتُغلق أبواب التبعية، ولتنطفئ نيران الفتنة، ولتُرفع رايات العمل والبناء.لنزرع الأمل في الأجيال القادمة، لنُعيد كتابة التاريخ بحروف من عزة لا من ذل، ولنُؤمن أن الغد أجمل إذا اجتمعنا على قلب رجل واحد.
إما أن نكون أمة تنهض وتصنع الحضارة من جديد… أو نبقى أطلالًا تُكتب عنها المآسي وتُروى عنها الحكايات.
واليوم، من القاهرة… من مصر التي لم تخن ولم تُبع، يعلو النداء: انهضوا أيها العرب…فمصر حاضرة، ومصر قائدة، ومصر باقية ما دام النيل يجري وما دام الجيش يحرس.
العمل سبيلنا… والأمل قوتنا… والتفاؤل طريقنا… والنهضة قدرنا. فإما أن نُعيد الهيبة… أو تُكتب الخيبة.
حفظ الله مصر والمصريين قيادةً وشعباً .