صباح الخير على الوزارة ورجالها

1049
المستقبل اليوم

هذا يومكم المشهود، اليوم الذي ينتظره العاملون في القطاع بفارغ الصبر، يوم اجتماع القمة البترولية. المباراة النهائية في سباق نتائج الأعمال وتسليم المكافأة لأصحابها. الجميع ينتظركم والعيون تتطلع إلى النتيجة النهائية. أنتم قلب القطاع النابض، وبدونكم تتوقف أنفاسه.

كانت وما زالت الوزارة هي مكنون القرارات ورسم القيادات والمسارات. الوجوه تغيرت، ولكن فلسفة العمل والوجود ما زالت كما هي. لم يتأثر دولاب الوزارة بشخص الوزير أو وكلاء الوزارة، لأن الأدوار مرسومة بدقة، والأهداف والاستراتيجيات وأعراف العمل واضحة ومحددة مسبقاً. ربما تظهر بعض الاضطرابات مع كل تغيير، ولكن ما تلبث الأمور أن تعود إلى نصابها بسرعة، وما حدث في تغييرات الإعلام ومكتب الوزير دليل ساطع.

القدرة على التصحيح ذاتية مبرمجة تتمتع بها هذه الوزارة في حالة حدوث الأخطاء أو المفاجآت. شخصيات الوزارة الحالية محورية الأداء، هادئة الطباع إلى حد بعيد. وجود أحمد راندي على رأس الإدارية، ويس محمد في السلامة والبيئة، وعاصي في المالية، وعمرو أشرف مديراً لمكتب الوزير، فيه تنوع بين جيل الشباب والوسط والمخضرمين. تنوع مطلوب بلا شك يغذي حركة العمل بالخبرة والنشاط، وهذا هو المطلوب في دولاب أي وزارة حكومية.

اعتماد سياسة المركزية السابقة أدى إلى وجود تشوه وبطء في اتخاذ القرارات، وفك أسر بعض الصلاحيات لصالح الهيئة والشركات ربما يخفف من هذه الحالة، وهي تحت التقييم، خاصة فيما يخص الترقيات والنقل بين الشركات. ولكن على المستوى العام، ما زال العاملون ينتظرون تغييرات جوهرية في بعض شؤونهم، من إعادة تقييم بدلات الانتقال والتغذية للقطاع العام، وآلية منح الإجازات بدون مرتب التي يجب التوسع فيها بضوابط محددة، وتنشيط عملية تعديل الهياكل التنظيمية للشركات، وعمل جدول مرتبات واستحقاقات ثابت للعمالة المؤقتة في كل شركة، لإزالة الشكوى المتكررة من التباين من شركة لأخرى.

بلا شك هي مواضيع كثيرة وشائكة وتستلزم كثيراً من الدراسة لتحديد الخطوات المناسبة لها. أما على مستوى الاستثمار العالمي، فما زلنا نحتاج إلى رؤية أوضح لمؤتمر (إيجبس) وتحديد المردود منه على المستوى الإقليمي والدولي، وإذا ما كان بحاجة إلى نوافذ علمية وتسويقية تزيد من قيمته، وكل جهد في هذا الإطار سيكون رائعاً بحق.

ولأن بوابة التسويق للمناطق المفتوحة من أعظم ما ظهر داخل القطاع خلال الخمس سنوات الماضية فإنِ اربد منها المزيد من الزخم المعلوماتي والتسويقي على المستوى الدولي، والخوض في غمار أسواق جديدة وخاصة الهندي والصيني.

حديث الوزارة لا ينتهي، ولا تكفيه مساحة مخصصة لنا، ولكننا نؤمن بأن مساحات العمل بها ما زالت شاسعة يلزمها الكثير من الجهد والابتكار، لأنها ببساطة هي فلسفة استمرار الحياة.

تحية لكم من كافة القيادات وأبناؤكم العاملين بالقطاع، ونرجو أن تلتمسوا لهم العذر في بعض ما يبدونه من إلحاح في المطالب، فأنتم بالنسبة لهم الملجأ والملاذ الأخير. ونوصيكم خيراً باختيار قيادات يستحقها القطاع خلال الفترة القريبة القادمة، ونهمس في أذنكم بأن بعض الشركات المشتركة الاستثمارية الكبرى تحتاج إلى التعاقد مع رئيس أجنبي يمثل الجانب الوطني، لينهض بها ويغير من مفهوم الإدارة الحالي، ويعمل على زيادة الإنتاج بشكل صحيح. وهذا موضوع كبير نناقشه لاحقاً.

كل سنة وأنتم طيبون، ولتكن قمة الخير هذا الصباح، ويكون بالفعل صباح الخير.

المستقبل البترولي




تم نسخ الرابط