معتز عاطف وخالدة وقارون.. وهل اختلط الزيت بالماء؟

ما زال موضوع استحواذ شركة خالدة على شركة قارون وضمّها إلى محفظة إنتاجها، فيما يُعرف بـ«الدمج»، مثار حديث لا ينتهي في القطاع على مستوى الخبراء والعامة على حد سواء.

فما بين مؤيد ومعارض تتباين الآراء؛ فهناك من يعتبرون ما حدث التفافًا لتحقيق مصالح الشريك في ضمان استرداد مصروفاته بشركة قارون، التي أصبحت في حكم المعدومة، بينما يرى آخرون أن ما حدث حقق مكاسب كبيرة للجانب الوطني، أهمها ضخ استثمارات جديدة لم تكن مقررة في قوانين الشركتين، وزيادة النشاط على مستوى المناطق، وخفض تكلفة التشغيل في حقول قارون التي كانت مرتفعة بالفعل.

أما على مستوى العامة، فكل طرف من العاملين في الشركتين يُقسم أن ما حدث كان وبالًا عليهم؛ فلم يتقبل العاملون بشركة خالدة نظام عمل قارون، ولم يقبل العاملون بقارون التبعية لنظام خالدة والعاملين بها. لذلك تجد أن عملية الدمج قد أصبحت حالة مجتمعية تنضم إلى طابور الجدال الذي بات حديثاً متواصلاً .

وتُظهر هذه المشكلة، أو الحالة، طبيعة العمل في قطاع البترول من حيث استقلالية الشركات وطريقة العمل بها. حالة تُبرز أن كل شركة قد أصبحت مجتمعًا مغلقًا على من فيه، وعلى الرغم من وحدة اللوائح والقوانين الحاكمة، فإن الاختلاف واضح وصريح بين الشركات.

ومن إحدى ظواهر هذه الحالة أن العامل المُعار أو المنقول من شركة إلى أخرى يظل غريبًا، وينظر إليه العاملون على أنه ضيف، حتى لو استمر سنوات معهم. هذا النوع من العلاقات يجب أن يكون محل دراسة تهدف إلى خلق القواعد الإدارية والاجتماعية التي تذيب تلك الفوارق بين العاملين في الشركات المختلفة، إذا كنا بالفعل نولي اهتمامًا حقيقيًا للعنصر البشري في القطاع.

كما يجب على إدارات العلاقات العامة في الشركات المختلفة أن يكون لها دور واضح في معالجة هذه المشكلة، وأن تعمل على التواصل فيما بينها لتنظيم رحلات بين شركاتهم للتعرف على الحقول المختلفة وطرق العمل بها، ولا مانع من تبادل حفلات الإفطار في رمضان.هناك أدوات كثيرة يمكن العمل عليها حتى يمكن السيطرة على انعزالية الشركات بعضها عن بعض بهذا الشكل.

إن دمج قارون في خالدة، على الرغم من كونهما في نطاق جغرافي واحد، أظهر سلبيات بلا شك في التعامل بين العاملين، يماثل استحالة اختلاط الزيت بالماء، وهو أمر يفتقر – للأسف – إلى الاحترافية تمامًا.نتمنى أن يعالجه المهندس معتز عاطف، وهو يحظى بشعبية داخل الكيان.

#المستقبل_البترولي